الكفاءات العراقية المقيمة والمهاجرة كنز للعراق الجديد واجب فتحه الآن


منذ 27 عاما عجاف, رجال العراقي الخيرين طالبوا وبذلوا الجهود وقدموا عطاءات ومشاريع وابدوا الاستعداد للعمل من اجل الوطن والشعب ولكن مع الأسف منذ ذلك التاريخ والنظام يمضي بالعراق من سيْ الى اسوء !!

ما الذي تغير نحو الأفضل خلال هذه السبعة عشر عاما ؟ لاشيْ فقط بقيت أحلام الشرفاء من العراقيين دون تحقيق ومؤجلة الى اشعار آخر.

المقال ادناه بقلم الدكتور أكرم الحمداني
رئيس المكتب المركزي لحزب الخضر الوطني العراقي
كتبه بتاريخ 27.12.2003

مرة اخرى نتناول موضوع الكفاءات الوطنية بعدما ما تناهى الى اسماعنا معاناة العديد منهم داخل الوطن ومن قلة فرص العمل والرواتب والامتيازات ,,,وما تعانيه الكفاءات العراقية المهاجرة من الم غربة وحنين الى وطن يفتدوه ويحسوا بالم ومرارة عدم فعل شيء وهم في هذا البعد القسري ,,بل وتردنا رسائل عديدة تسالنا عن الاوضاع وفرص العمل  حين العودة الى احضان الوطن هذه العودة الحتمية لكل عراقي شريف يحب العراق والعراقيين…..وهنا يبرز سؤال مهم كيف يمكن للعراق الجديد ان يستوعب هذه الكفاءات وكيف يتعامل مع الكفاءة العراقية المقيمة داخل الوطن ؟؟؟؟بالتاكيد سنبدا بنقاش حال الكفاءة العراقية المقيمة داخل الوطن لانهم بامس الحاجة للعمل واخذ فرصتهم فب بناء عراق جيد والحصول على فرص عمل تليق بهم وبما عانوه من الام وحصار وظلم وفاقة وحرمان وتمييز واضح لمقياس كفاءتهم والتي كانت تقاس على اساس الولاء للحزب والنظام  وغيرها من الولاءات !!!!وكان الكثير منهم ممن لم تتلوث ايديهم بدماء العراقيين  يعاملون على انهم درجة ثانية اوثالثة …..رغم ان الكثير منهم كان يريد ان يخدم بنزاهة واخلاص رغم “”بعثيتهم الاضطرارية””” ,,,هذه الكفاءات يجب مناقشة اوضاعها بصورة مفصلة والوقوف على امكانياتها العلمية والهملية وفق احصاء دقيق وجاد لمعرفة كيقفية الاستفادة من هذه الطاقات بدل ان ندخل في دوامة هجرة عقول جديدة ,,,فهناك العديد من الخبرات المكتسبة التي اكتسبها علماؤنا ومهندسونا واطباؤنا وبناؤنا والكثير من العاملين الذين اعتمدوا على اساس “”التحوير “وهوما كان سائدا   في كل مجالات العمل في العراق ايام الحصار والحروب  وبعد ان يضغط النظام على أي عالم في أي حقل بانجاز عمل ما رغم الشحة في التجهيزات مما يضطر هذه الكفاءة ان “”تحور””جهودها عسى ان تنجح ويفلت من العقاب  وفي مرات عديدة يفشل هذا التحوير وينجح في غيره ..

ونجد العديد من الكفاءات في مصانع عديدة كانت تستخدم للمجهود والتصنيع العسكري  فقط ونحن ان بامس الحاجة لتسخيرهذه الطاقات الى جهد منفعة العراقيين والانتاج المدني  الذي يخدم اهل العراق واقتصاد العراق  ,,,,ولنا ان نرى في ذلك التجربة الماليزية التي اعتمدت على طاقات ابنائها في ايجاد مصانع مهمة وانتاج ماليزي موثوق فيه عالميا بعد ان اعتمدوا على تجربة التعاون مع شركات يابانية رائدة في مجال الاليكترونيات والسيارات والبناء ,,,,وهو ما يمكن الاستفادة منه وتطبيقه في العراق لوجود الايدي الفينة الماهرة اضافة الى الايدي الغير ماهرة

واعقتد ان شركة تيويوتا على سبيل المثال لن تجد صعوبة  في ايجاد اماكن مصنع سيارات في العراق كمصانع الاسكندرية مثلا على سبيل الاستثمار ولن تجد أي صعوبة في ايجاد ايدي عاملة  عراقية كفوءة وباجور محترمة وانا متاكد ان هذه الكفاءات ستنتج ما يدهش اليابانيون  …لا نريد ان تعاني هذه الكفاءة من ظلم في اجر او حق ولا تري ان يكون لها  أي  منافسا من أي بلد كان لا عربي ولا غيره وكفانا ما حولت العمالة العربية والاجنبية  من اموال الى بلدانها ايام الطاغية  بينما كان العراقي ضائعا في جبهات قتال لا طائل منها  ولاعوام عديدة.

ربما يوجد هناك قصور اجباري  في امكانيات هذه الكفاءات العراقية المقيمة بسبب الانقطاع القسري عن الاطلاع على تجارب العالم والانترنيت والكتب العلمية والبحوث المتطورة ولكن ما تمتع به الكفاءة العراقية من حب للعلم والتعلم واثبات الوجود وامكانية اللغة الانكليزية الجيدة يجعلها من الكفاءات المؤهلة لمعاصرة التقدم الحاصل في كل المجالات حالما تتاح لها هذه الفرصة  للتعلم وخير دليل على ذلك انتشار الكفاءة العراقية في بلدان الخليج وماليزيا “المهندسين العراقيين خصوصا “” والكثير من البدان الاوربية وحتى في بلدان اللجوء استطاعوا ان ينفذوا بسلطان كفاءتهم واصرارهم على العمل ,,,,ومن هنا يظهر جليا الاستفادة من التمازج بين الكفاءة العراقية المقيمة والمهاجرة مما يدفعنا الى ان نكون خليطا رائعا من الاستثمار الذي من المكن ان يقدمه العراقي المهاجر الى اخيه في العراق حال توفر الامكانيات المادية والتمويل المطلوب للبدء باي مشروع عراقي يخدم العراق والعراقيين ,,,لذا يتوجب على الحكم العراقي الجيد ان يفكر جليا بالاقتصاد وحركة العمل والكفاءة العراقية وايجاد افضل الطرق لاستقطاب كل الطاقات الرائعة منها حيثما كانت وتمويل المشاريع الوطنية لهذه الكفاءة بواسطة قروض طويلة الامد وتوفير ما امكن من دعم ,,فالعراقي المحروم من فرصة العمل والعيش الكريم عليه ان يشعر بالتغيير في حياته ورزقه قبل أي انتخابات او ديمقراطية موعودة وان كان جائعا سينتخب الرفض لاي شيء وهو حق مشروع له ,,لان اولاده وعائلته لن تاكل سياسة اوشعارات!!!!

وعلى مجلس الحكم والوزارات العراقية وخصوصا وزارة لموارد البشرية ووزارة الخارجية القيام بمسح وافي وعلمي ودقيق لكل الكفاءات العراقية داخل الوطن وتصنيفها وفق حسابات علمية دقيقة  ومسح عام لمن يرغب من العراقيين خارج الوطن عن طريق سفرات العراق “”التي لم تفتح لحد الان  ولا نعلم لماذا “””

انه جهد وطني مهم سيساعد العراق والعراقيين القفز سنوات عدسة للامام تعويضا لما خسرناه من سنيين تقدم علمي سبقتنا اليه دول مجاورة  الغنية منها والفقيرة…في هذا الوقت العصيب يحتاج هذا الموضوع الى وقفة جادة من كل القوى الوطنية العراقية في الحكم الجديد ومن خارج الحكم فالكفاءة العراقية هي كنز  العراق وهي مستقبل العراق والعالم العراقي والمهندس والطبيب والاستاذ الجامعي واوالمعلم والميكانيكي والبناء والصيدلي  والاقتصادي والاديب والمفكر والباحث والفنان التشكيلي والكيمياوي والفيرياوي وكل الطاقات التي اتمنى ان اذكرها جميعا كلهم ملك العراق والعراقيين والى امام نحو عراق متطور يسع كل العراقيين على الخير والتقدم .

الدكتور أكرم الحمداني

27.12.2003