بيان حول جائحة كوفيد-19 المنتشر في العراق وطريقة تعامل الحكومة مع هذا الوباء

حزب الخضر الوطني العراقي
بيان
حول جائحة كوفيد-19 المنتشر في العراق وطريقة تعامل الحكومة مع هذا الوباء

منذ ان تشكلت اول حكومة مؤقتة لادارة البلد بعد عام 2003, اخذ حزبكم حزب الخضر الوطني العراقي على عاتقه مهمة مراقبة اداء الحكومات خاصة فيما يتعلق بالبيئة والصحة العامة للفرد العراقي.
وكنا لا نترك فرصة سواء في الملتقيات والمؤتمرات العامة او في الصحافة والاعلام او في منصات التواصل الاجتماعي, إلا وطرحنا من خلالها كل المشاكل والازمات التي لها علاقة بالبيئة والصحة في المجتمع العراقي, وشخصنا ايضا كل الحلول وقدمنا المقترحات بل وشاركنا في حملات فعلية لحماية البيئة والحفاظ على صحة الفرد العراقي و اعادت الثروات الزراعية والثروات البيئية وغيرها الى سابق عهدها الزاهر.

لكن مما يؤسف له ان الحكومات المتعاقبة لم تضع اي اعتبار او تولي اي اهتمام لهذه الجوانب الحيوية جدا في اي مجتمع في العالم ونقصد بذلك الصحة العامة و بناء المؤسات الصحية الحديثة المتطورة وكذلك الاهمال الواضح للجانب البيئي بصورة عامة.

اليوم يمر العراق حاله حال كافة دول العالم بازمة انتشار وباء خطير إذا ما تم إهمال التعامل الصحيح معه.
وكنا قد شخصنا تباطؤ الحكومة في اتخاذ إجراءات فعالة لتجنب انتشار هذا الوباء في العراق فور اندلاع الازمة, لكن للاسف فان الحكومة التي هي نتاج نظام محاصصاتي فاسد قد تعمدت إهمال هذا الجانب وتركت الحدود العراقية مفتوحة لدخول مواطنين و اجانب خاصة من الجارة ايران التي كان الوباء قد انتشر فيها بصورة ملحوظة وبدون اي حجر او فحوصات او قيود, ولم تكن الحكومة جادة في اتخاذ اجراءات فعالة لمنع انتشار الوباء عازية السبب بذلك الى عدم التزام المواطنين باوامر الحظر التي جاءت عقيمة ومتاخرة جدا!

كان على الحكومة ان تكون جدية في التعامل مع هذه الازمة وان تتخذ إجراءات وقائية وخطوات بديلة لتعويض المواطنين اصحاب المصالح الخاصة والحرفيين والكسبة والعاطلين عن العمل والعوائل المتعففة وعوائل الشهداء واليتامى ..الخ ممن ليس لديهم ادنى دخل او مورد للمعيشة, لكن أما وانها تفرض الحظر وتطلب الالتزام به بقوة بدون ان تقدم حلول بديلة فهذه تشكل سابقة  خطيرة وحالة فوضوية لا يمكن السكوت عنها.

واحدة من هذه الحلول, كان على الحكومة على الاقل ومنذ سنوات مضت, الاهتمام بالبطاقة التموينية واعتبارها خطوة احترازية بديلة والاستمرار بدعمها وديمومتها خاصة مع اعتماد البلد على بيع النفط فقط واحتمالية انخفاض اسعاره مما يشكل كارثة على الوضع المعاشي للبلد والمواطنين فيه, خاصة و ان أعداد كبيرة من الكسبة والحرفيين والعاطلين عن العمل وعوائل فقدت معيلها وارامل وايتام شهداء الوطن, كانت البطاقة التموينية المعمول بها في بلدان كثيرة من العالم  ستشكل موردا مهما لتوفير الغذاء لها.

اننا إذ ننبه الى فشل الحكومة الحالية وسابقاتها في توفير ارضية رصينة وركائز قوية  ليعتمد عليها البلد في اقتصاده واعتماده على موارد متنوعة, فاننا نؤكد ان النظام الحاكم الفاسد الحالي قد تعمد تدمير اقتصاد البلد وتخريب الزراعة والصناعة وفشل في ادارة موارده المائية والزراعية وجعل العراق بلدا معتمدا على الاستيراد الذي تديره مافيات تسيطر عليه,  كما نجح في جعل الحكومة و مؤسسة البرلمان ادوات طوع ارادته و وسيلة لضمان مصالح احزابه المسيطرة على الحكم وليس ادل على ذلك من تعمده وضع العصي في دولاب تشكيل الحكومة الحالية تنفيذا لاجندات واوامر خارجية.

يطالب حزب الخضر الوطني العراقي الحكومة العراقية المستقيلة اتخاذ خطوات نقترحها للتعامل مع هذه الازمة كما نطالب
المواطنين بالالتزام بالخطوات اتي نقترحها عليهم وكما يلي:

اولا: على الحكومة توفير البطاقة التموينية وبمفردات متنوعة مهمة تلبي حاجة العائلة العراقية.

ثانيا: على الحكومة تخصيص دعم مادي شهري لمدة لا تقل عن 4 أشهر, لكل العوائل التي تضررت اعمالها البسيطة من جراء انتشار الوباء خصوصا ممن ليس لديهم راتب او وظيفة.

 
ثالثا: على الحكومة إتخاذ خطوات جادة حقيقية في غلق الحدود واجراء الفحوصات على اي فرد يدخل العراق مهما كانت جنسيته وموقعه و مسؤوليته ودرجته الوظيفية.


رابعا: على الاحزاب والسياسيين والبرلمانيين كافة ممن شاركوا في الحكم منذ عام 2003 والى اليوم ان يقدموا اموالا كدعم مالي لتوفير الاجهزة والكمامات والمستلزمات الطبية لمواجهة هذا الوباء, وان يقوموا بتخفيض رواتبهم وامتيازاتهم الى ادنى مستوى ممكن بل وحتى ايقافها  لما تستنزفه هذه الرواتب والامتيازات من اموال ضخمة من خزينة الدولة, بغية تسخيرها في خدمة مواجهة هذا الوباء ودعم اقتصاد البلد ولاقرار موازنته المعطلة منذ فترة طويلة.

خامسا: ضمان إعادة العراقيين العالقين في خارج العراق وفق جداول محددة مع ضمان الحجر القسري لهم لمدة 14 يوم في أماكن لائقة كما حدث في معظم الدول.

سادسا: ضمان الشفافية في عمل واجراءات خلية الازمة, وإجراء المزيد من الفحوصات للحالات المشتبه بها والمخالطين للمصابين في كافة المناطق السكانية.

سابعا:  نطالب المواطنين كافة بالالتزام بالحظر العام والبقاء في المنزل ونشدد على اتخاذ اجراءات الوقاية والحيطة واتباع طرق التعقيم لانها السبيل الوحيد لمنع انتشار الوباء ومن ثم القضاء عليه, كما نشدد على منع التجمعات كافة والمشاركة فيها, مع تشديدنا على الحكومة توفير المطالب في النقاط من واحد الى ستة اعلاه, لانها السبيل الوحيد لالتزام المواطنين باي اوامر وحظر للتجوال تقره الحكومة ولا بديل عن ذلك.

عاش العراق
عاش الشعب العراقي

حزب الخضر الوطني العراقي
بغداد في 6 أبريل 2020  الموافق
13 شعبان 1441