بيان حول تجديد دعم انتفاضة الشعب العراقي


بيان تضامن مع ثورة الشعب العراقي والتظاهرات والاعتصامات المستمرة لحين تحقيق المطالب


الحاقا ببياننا الصادر في الثاني من اوكتوبر عام 2019 فان حزبكم حزب الخضر الوطني العراقي يجدد دعمه وتاييده لثورة الشعب العراقي الشجاع ومنذ انطلاقها في أكتوبر 2019 والتي بدأها  شابات العراق وشبابه بصوت عالي واحساس وطني كبير لاستعادة وطنهم من كتل الفساد السياسي وحكومات المحاصصة الطائفية البغيضة منذ عام 2003 ولحد الان.

 هذه الحكومات المزورة والمزيفة لم تجلب للعراق و للاقتصاد العراقي سوى الخراب والدمار . وضيعت شباب العراق وكفاءاته العلمية ودمرت اقتصاد العراق وجعلته معتمد على مورد واحد وهو النفط والذي بدوره هو الآخر ضاعت كل موارده عبر مافيات فساد محلية بإدارة أحزاب السلطة وبالتنسيق مع مافيات فساد عالمية, فلم يبق َ في العراق لا زراعة ولا صناعة ولا منتج وطني حقيقي او صناعات تكميلية، بل أصبح الشأن العراقي يدار وفق مصالح وأهواء مسؤولين جهلة فاسدين تسلموا مناصبهم بمحاصصة طائفية بغيضة دون الرجوع الى مبدأ الكفاءة والمهنية ، يتحكم الان بمصير البلد مسؤولين غير مؤهلين لا رغبة صادقة لهم في خدمة العراق بل سعيهم المخفي والمعلن هو سرقة المال العام وتهريب الأموال خارج العراق .

لقد أضاعت هذه الكتل السياسية الحاكمة منذ ٢٠٠٣ وبفسادها السياسي والمالي اكثر من الف مليار دولار عراقي دون أن تحصل اي تنمية حقيقية في الاقتصاد العراقي ولا في البنى التحتية ولا في تنمية وتطوير الشباب العراقي وخلق أجيال مؤهلة لبناء عراق جديد واستكمال النواقص في حلقات التنمية الاقتصادية وتعزيز رصانة المجتمع العراقي والحفاظ على بنائه المجتمعي وتعزيز قدرات العائلة العراقية

فلم يكن هناك أي منجز حكومي يصب في خدمة الأسرة العراقية صحيا واجتماعيا بل تضررت الكثير من العوائل العراقية وانهار النظام الصحي والغذائي للكثير من كبار السن واليتامى والارامل ولا يوجد اي دعم صحي او نظام رعاية صحية واجتماعية يهتم بالمراة والطفل وكبار السن . وانتشرت بكثافة الاحياء السكنية العشوائية الخالية من اي خدمات بلدية او صحية.كما أن النظام الاداري تعثر وأصبح فاسدا بشكل شامل فانتشرت واستشرت كالوباء الفيروسي ، الرشوة والمحسوبية والبطالة وغابت فرص المساواة والعدل في نيل الكفاءات لفرص العمل وخصوصا الشباب من الخريجين وحملة الشهادات العليا حتى باتوا يحتلوا الارصفة والمقاهي والعمل في فرص لا تغنيهم عن فقر ولا تسمنهم من جوع.

 فطالما تجد حملة شهادة الماجستير يعمل في أعمال مهينة وقتية وبدخل يومي زهيد جدا لا يؤمن له اي فرصة لامل جديد في مستقبل كريم,  بينما ينعم ابن المسؤول الفاسد وأقاربهم بفرص دنيئة لتسنم مناصب مهمة في الدولة,  فانتشر بيع المناصب الحكومية بمبالغ هائلة من منصب عامل النظافة إلى منصب الوزير والسفير !!!
 بيعت كل هذه المناصب بطريقة دنيئة لاتباع أحزاب السلطة وأحزاب التطرف والإسلام السياسي, وقد شمل الأمر كل مناطق العراق شمالا جنوبا شرقا وغربا حتى وصل الأمر إلى أن يفقد المواطن العراقي ثقته حتى في صناديق الانتخابات التي زورت علنا وباعتراف حكومي واخرها في عام2018 وهو ما أكد موقفنا حزب الخضر الوطني العراقي من عدم المشاركة لان صناديق الانتخابات كانت معدة سلفا ومختومة بأسماء المزورين ليصبحوا أعضاء في مجلس نواب العراق البرلمان
.

تراكمات عديدة ومخيفة جعلت الشاب العراق والمثقف العراقي يصل إلى حالة اليأس والخوف على وطن يملك إمكانيات هائلة من النفط والمياه والزراعة والبيئة والمنتجات المهمة والتي لو استغلت لصالح الشعب العراقي لوصل العراق إلى مصاف بلدان متقدمة وشهد نهضة علمية هائلة يستحقها شعب العراق واهله.

بل وصل الأمر إلى انهيار نظام التعليم ابتداء من مراحل الطفولة الابتدائية حتى النظام الجامعي الذي شهد استثمار أموال الفساد السياسي في إنشاء جامعات خاصة مشكوك في رسالتها العلمية في حين أن العراق كان يشهد له عالميا بالرتب والتسلسل العلمي والأكاديمي الرصين خصوصا الجامعي منها.
و الان التعليم في مهب الريح وانتشرت الأمية بشكل مخيف بين الصغار والكبار ، بل إن أطفال العراق اصبحوا نزلاء الشوارع ويعملوا في وظائف خطيرة وصعبة لا تناسب أعمارهم بما يتنافى مع الاتفاقيات الدولية التي وقع عليها العراق بمنع استغلال الطفولة.

بالاضافة الى ذلك ساهم النظام السياسي الفاسد في تخريب وتدمير بطريقة مبرمجة للبيئة العراقية في ظل غياب إجراءات إدارية بيئية حكومية حقيقة لحماية البيئة والإنسان العراقي, وخير مثال اننا شاهدنا عمليات تجريف غابات النخيل العراقية والبساتين والمساحات الخضراء بسبب الجشع والطمع للحصول على مكاسب مادية من خلال تحويلها من اراضي زراعية الى سكنية  ولبناء تجاوزات سكنية  بعد ان تم نهبها باثمان بخسة دون اي موافقات ادارية ، فقط لان مسؤولا فاسدا يفكر بنهب أموال عراقية حتى ولو يقتل كل نخيل العراق!!

النخلة العراقية الخالدة التي منع الملك البابلي حمورابي منذ ٤ الف سنة ان تقطع وعقاب ذلك أمرا هائلا’ تعرضت اليوم الى ابشع الجرائم المنظمة بابادنها  مع الاسف حتى انه لم يبق للعراق سوى اقل من 10 مليون نخلة منتجة.

ومنع الفلاح العراقي من توريد منتجه الزراعي العراقي بسبب فساد مسؤولي الزراعة لاستيراد منتجات من دول مجاورة لقاء عمولات ورشاوي واضحة !!! 

كل هذا جعل الشاب العراقي ان يصرخ 

نريد وطن!!

نريد عراقا مستقلا يخدم شعبه

نريد حكومة منتخبة بانتخابات عادلة

نريد مفوضية انتخابات لا تزور النتائج

نريد انتخابات حقيقة مبكر

نريد فرص عمل والمساواة على اساس الكفاءة والوطنية

نريد نظاما صحيا للعراقيين و للطفل والمرأة كبار السن والمتقاعدين

نريد جيشا وطنيا بلا ميلشيات مجهولة الانتماء

نريد امنا وأمان تديره الدولة

نريد وطن للجميع نريد وطنا للعراقيين

نريد عراقا اخضر تعود فيه النخلة لزهوها وإنتاجها نريد ٥٠ مليون نخلة تعوض ما خسرناه من ملايين الاشجار

نريد وطنا يكبر فيها أملنا ويكون لنا بيتا وأمانا دائما

نريد محاسبة قتلة المتظاهرين السلميين الأبرياء

مطالب حقيقية صادقة قوبلت بكل وحشية وأجرام وقتل متعمد في ظل حكومة السيد عادل عبد المهدي مع الميلشيات المجهولة والمعلومة التي فتكت بشباب العراق خارج سلطة الدولة تعمدا وسكوتا ، رئيس الوزراء عبد المهدي يتحمل عراقيا ودوليا ومن معه من قادة اعطوا أوامر القتل والبطش مسؤولية ذلك وندعو المجتمع الدولي إلى محاكمته عراقيا ودوليا لينال ومن معه جزاؤهم في قتل أكثر من ٥٠٠ شاب عراقي وربما أكثر من ٢٠ ألف جريح ومصاب!!!

ندعو كل المنظمات الدولية والمحلية في مساندة شعب وشباب العراق لاستعادة وطنهم ومحاسبة القتلة والمجرمين

وسنبقى نحلم بعراق اخضر موحد خال من اي تلوث بيئي او فكري او فساد إداري

تحية لكل العراقيين وشباب العراق الثوار
عاش الشعب العراقي البطل
ومعا من اجل عراق اخضر حر مزدهر

حزب الخضر الوطني العراقي

شباط ٢٠٢٠ / بغداد